الأربعاء، 28 يونيو 2017

يهود العم سام !

عندما كنت في مطار نيويورك و تحديدًا في يوم الثالث والعشرين من سبتمبر شاهدت منظرًا عجيبًا لم أشاهده في يوم من الأيام ماعدا في التلفاز. شاهدت مجموعة من الرجال باللباس اليهودي و الشعر الطويل من جوانب الرأس واللحية الكثيفة ، كان المشهد من أرعب ما يكون بالنسبة لي بحكم القضية الفلسطينية وما تربينا عليه من جرح غائر لن يزول إلا بعودة القدس الشريفة.

وعندما نذهب الى تاريخ اليهود في الجزيرة العربية فقد كانوا فيها قبل اكثر من 1400 عام وكانوا يستوطنون خيبر بالتحديد لأنها ارض زراعية ويكثر فيها الحصول على المال وايضا من الناحية العقائدية كان كثيرًا من احبارهم يأملون أن يظهر من هذا المكان نبي يكون منهم ويحاربون معه سائر البلدان. وعندما أتى الإسلام وظهر نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من صُلبٍ عربي أصيل خابت امالهم ، وعندما أتى النبي إلى المدينة عرضوا عليه أن يبقوا في خيبر على أن يعطوهُ نصفَ نتاجها فقبلَ النبي واتفقوا على ذلك. وكان من مقتضيات العقد أنه متى ما ارادوا المسلمين أن يجلوا اليهود من خيبر فعلوا ، وبالفعل فقد اجلاهم عمر رضي الله عنه في زمن خلافته الى تيماء والى الشام ومن ثم انتشروا في بقاع الارض الى يومنا هذا.

اليهود سكنوا امريكا بداية منتصف القرن الثامن عشر وكانوا قادمين من المانيا و نشطوا جدًا في مجال الخدمات المصرفية في مدينة نيويورك. وهم من يهود أشكناز وهي ذات الأصول التي منها العائلة اليهودية الشهيرة "عائلة روتشيلد" وهي العائلة الأكثر نفوذًا ومالاً في العالم. وهم في الولايات المتحدة اليوم من الأكثر نفوذا في جميع المجالات المؤثرة. وعددهم في امريكا اكثر من اليهود الذين في اسرائيل وهذه المعلومة تبين مدى خصوبة الأرض الامريكية لديهم ويجدونها الامان الوحيد لبقاء دولة اسرائيل. ولكن وجب التنويه أيضًا أنه ليس كل يهودي يؤمن بوجود دولة اسرائيل والبعض منهم يدخل في منظمات عالمية لمحاربة الفكر الصهيوني.

 وقد قابلت الكثير منهم هناك وحصلت لي معهم مواقف كثيرة "ومن ضمنها قصتي مع عميل FBI اليهودي تجدونها في المدونه" بل بالمصادفة قابلت امرأة كبيرة بالسن يكتسي البياض شعرها ، وعندما شاهدتني في الحافلة طلبت مني المساعدة فلبيت طلبها وساعدتها بوضع حقائبها في الأعلى وعندما جلسنا سألتني: من أي البلاد أنت؟ قلت: إنني من بلاد العرب ، وحيناها أحسستُ بأنها سُعدت و بدأت علامات وجهها المتجعد بالإبتسام وقالت: إنني أحب بلادكم , فقد جئت إلى تل ابيب و ... قلتها مقاطعًا: تقصدين فلسطين .. لكنها لم تُعر لكلمتي اي اهتمام وكأنني ذكّرتها بأننا لم ننسى أسماء بلادنا ومن ثم أكملت وقالت: و لقد أكلت السمك هناك وفي حياتي لم أتذوق مثل هذا السمك الطازج و الخضراوات الشهية مثل ما أكلتها لديكم. وكان في حديثها طوال الرحلة التغزل بالأرض العربية والحنين لها ، ولم استغرب مثل هذا الحنين فقد قال دافيد بن غوريون وهو الزعيم اليهودي المعروف عام 48: نحن اليوم نستولي على القدس وغًدا نستولي على يثرب , بمعنى أن يثرب أُخذت منهم عنوة. وكذلك قالت جولدا مائير رابع رئيسة وزراء لدولة الكيان الصهيوني عندما كانت تقف عند خليج ايلات "حسب تسميتهم" وهو خليج العقبة عندنا قالت: إني أشم رائحة أجدادي وابائي في المدينة والحجاز وخيبر. لذلك تعلق اليهود بخيبر والبلاد العربية باق إلى اليوم يجري في دمائهم ويتوارثونه جيلاً بعد جيل فالصراع الذي بين المسلمين واليهود صراعًا عقائديًا في المقام الأول ، ولو كان الصراع سياسيًا محضًا يرتفع لأدنى المصالح لمَ خلدّه القران ولم يذكره ، لأن القران لا يتكلم في المتغيرات إنما يتكلم في الشئ الثابت.

لذلك يجب علينا أولاً أن نغرس في أبنائنا حُب هذه الأرض وأنها لا تباع بالمال إنما تشترى بالأرواح ، وأيضا اذكروا أبطال الاسلام عند الاطفال الذين سطروا أروع الملاحم في الدفاع عن ارضنا ومقدساتنا ، ومن المهم أيضا أن يتعلموا بأن المسلمين لا يؤذون من كانوا معهم في معاهدات وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أمينًا في معهادته مع اليهود وغيرهم ، كي لا يأتي من أصحاب التطرف ويجد المنفذ في تغيير تفكير الأبناء وتحويلهم إلى مكفرين و مباحين لسفك الدماء وقطع الذمم.

السبت، 23 أبريل 2016

دُعاةُ على أبواب الحضارة

في يوم من الأيام دعت الجامعة إلى أن هناك حفل خاص "لليوم العالمي" وهذا الحفل يجمع خليط من الثقافات المختلفة من العربية و الهندية والآسيوية و الأوروبية والأمريكيتين الشمالية والجنوبية فتكون سلة غذائية روحية لأي إنسان من شتى بقاع الأرض , وجاء هذا اليوم الموعود وحضر المئات من سكان المدينة فيهم كبار السن والصغار وبالتأكيد لا يخلوا من عماد المجتمعات وهم الشباب والشابات.
 وبدأت كل جالية من هذه القارات باستعراض ما يميزها على المسرح , وما إن حان موعد العرض العربي دخلوا رجالاً وكان معهم الآت موسيقية عربية وبدأوا بالعزف فأصبح كل المسرح صامت وينصت بإنصات عجيب , وما إن بدأت الموسيقى بالإرتفاع الروحي و الآلي طالب العازف من الحاضرين بالمسرح بالتصفيق فأول من تحمس لهذه المطالبة هم العرب , فشكّل عزف العازفين وتصفيق الحاضرين لوحة فنية رائعة اندهش لها أي شخص لا ينتمي للثقافة العربية الأصيلة , مع نهاية الحفل أدركنا أنه بإمكاننا من خلال المسرح أن ننشر ثقافتنا بكل يسر وسهولة وأننا لسنا دعاة على أبواب جهنم إنما نحن دعاة إلى صنع الحضارات.

ولذلك لا أزال أتذكر مشاركات الطلاب في المرحلة المتوسطة بالمسرح المدرسي وكيف شعرنا بأن المسرح أيضَا هو منارة أُخرى للتعليم اللامنهجي , ومن هنا نشعر بأهمية الفنون والأدب وأهمية المسرح وكيف أن لدينا مكون ثقافي أصيل متراكم على مدى أجيال من الزمن , فنحن من أصّلنا هذه الفنون في وقت عز و شموخ الحضارة الإسلامية والممتدة من بلاد الأندلس غربًا مرورًا إلى بلاد الصين شرقًا.
فنتمنى من الله العلي القدير أن يمنح مجتمعنا جزءًا من ماضيه الأدبي المفقود , وأن يكون الفن والمسرح من خطط المملكة المستقبلية حتى عام 2030 والتي سميت بـ "التحول الوطني."

َ

الجمعة، 5 فبراير 2016

المستشرق المستسرق

لربما تستغرب اخي القارئ و اختي القارئة من هذا العنوان المبهم و الذي يدل على المستشرقين الغربيين الذين اتوا الى الجزيرة العربية وزاروها في القرن الماضي بل و البعض منهم استوطن الجزيرة وعاش فيها عشرات السنين , ولكن لم يأتوا حبًا لهذه الأرض وشعبها بل اتوا لكي يدرسوا هذه المنطقة دراسة فائقة وشاملة بأدق التفاصيل لكافة جوانب حياة الإنسان العربي وحضارته التي امتدت لـ آلاف السنين , ومن ثم اصبحوا على دراية كاملة بتركيبة هذا الشعب و مميزاته و سلبياته , وللأسف فلقد نجحوا نجاحًا باهرًا واصبحوا أداة لتسلط الغرب على الشرق , بل اصبحوا يصورون للأجيال العربية الجديدة تاريخهم بشكل مكذوب من خلال الرسومات الفنية والتي توحي ان العرب لا يفكرون الا بشيئين وهما ( الطعام والجنس ) او من خلال كتابة تاريخ الجزيرة العربية في كتبهم بشكل مغاير و طمس الحقائق في الحروب او في الطرق التجارية القديمة التي اشتهر العرب بها مثل ( طريق البخور ) والذي يبدأ من مناطق قتبان في الزاوية الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية وتنتهي في ثلاثة فروع هي ( تدمر و ومصر و عمّان) , او حتى المعلقات السبع الشعرية العربية الشامخة لـ ( امرؤ القيس و طرفة بن العبد وغيرهم ) واستبدالها بالشعر النبطي الحالي لكي يفصلوا الخليج العربي عن البحر المتوسط.

وايضا كان لهم دور كبير في تغيير نظرة شعوب العالم للجزيرة العربية حتى من خلال مسميات الأماكن التاريخية و اذكر في احدى الايام وامام احدى المعلمات الأمريكيات كنت اقرأ مقال بتوصية منها عن منطقة الشرق الأوسط ( وهذه التسمية فرضت علينا وهي من صنعهم ) , وانا في نهاية قراءتي مرّة كلمة صمتُ بها قليلاً وهي ( الخليج الفارسي ) فمن خلال ما تربيت عليه وما اعتز به من قيم عربية , انفت نفسي ان تنطق هذه العبارة فستبدلتها ( بالخليج العربي ) , فما كان من المعلمة الا انها استشاطت غضبا بسبب تغييري للجملة وكأن الخليج ملكٌ لأبيها , ومن هنا يأتي خبث المستشرق ودوره في توصيل رسالة ما رأى وما سمع الى الشعوب الاخرى !

ومن اشهر المستشرقين والذي علا صيته وشأنه بين العرب هو المستشرق توماس إدوارد لورناس , والشهير بـ (لورانس العرب) وكان لورانس قادم الى الجزيرة العربية بحجة الاكتشاف الأثري ومن ثم بقدرة قادر اصبح الشخص المقرب لشيوخ القبائل العربية انذاك , وفيما بعد تم اكتشاف بأنه ضابط في المخابرات البريطانية و سلاح الجو البريطاني , وقد وعد شيوخ القبائل بأن بريطانيا على استعداد تام بأن تؤمن الإستقلال الكامل للعرب من السلطة العثمانية التركية .. وللأسف وبعد نجاح الثورة المزعومة تم عقد اتفاقية سايسك بيكو والتي تم تقسيم الدول العربية الى عدة اقسام تحت استعمار الدول الأوروبية الصليبية العظمى , وماكانت من وعود لورانس الا لعبة وخيانة لكل العرب , لم يكن سببها لورانس بل غباء شيوخ القبائل انذاك وحمقهم مما دفع لأبنائهم والأجيال التي تلتها من ان يعانوا الأمرين من هذا التحالف الغادر, وللأسف لا نزال الى يومنا هذا ندفع ضريبة حمق اجدادنا !
 لكن هذا لا يمنع من ان نقول بأن الضابط توماس لورانس استطاع ان يتعرف على عادات الإنسان العربي وتركيبته المتميزة الذي وهبه الله عن سائر شعوب الأرض !

وهذا وللأسف ما نفقده نحن العرب في هذه الأيام من معرفة انفسنا وقدراتنا ونجعل الطرف الأخر هو من يقيم من نحن وماذا نفعل وماهو تاريخنا وماهي حضارتنا , للأسف هؤلاء المستشرقين استطاعوا ان يغيروا تركيبة المجتمع حتى اصبحنا سلبيين عنصريين , ندعي الكرم وهو اسراف , وندعي العلم وهو الجهل , وندعي القداسة واننا شعب الله المختار ولكننا نسينا حق الله علينا !

وياخوفي مع مرور الأجيال ان نصل الى مرحلة نكون لا نعرف معنى كلمة "عرب" !!



الأحد، 29 نوفمبر 2015

يوم الجمعة الأسود!






في عام 1869 وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية جاءت ضربة قاسية للإقتصاد الأمريكي حيث كسدت الكثير من البضائع وتوقفت حركة البيع والشراء مما ادى الى كارثة كبرى في الإقتصاد الأمريكي , فاضطرت الشركات في ذلك الوقت الى أن تخفض من السلع و المنتجات بأقل الأسعار بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع.
ومن ذلك الوقت سمي هذا اليوم بـ " يوم الجمعة الأسود" او ما يعرف بـ "Black Friday" والذي هو اول يوم جمعة بعد عيد الشكر في امريكا وقبل عيد الكريسمس , واصبحت الشركات في هذه المناسبة تخفض سعر بعض البضائع الى ما يصل الى 90% من سعرها الطبيعي , لكن من منتصف القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح الناس في حالة جنون في هذا اليوم وكأنهم في مجاعة كبرى , لدرجة ان البعض منهم اصبح "يُخيم" امام المحلات التجارية قبل الموعد بأيام وكأن الإنسان اصبح يعيش للإستهلاك !
وقال بعض الخبراء انه من بداية القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح للإستهلاك زيادة ملحوظة وصلت الى 100% , فأنت اخي القارئ قد تتوقع ان نسبة السعادة قد زادت , لكن مع الأسف انه في عام 1930 كانت نسبة السعادة تصل الى 70% ومع الزيادة في عملية الاستهلاك عامًا تلوا عام وصلت نسبة السعادة في عام 2010 الى ادنى مستوياته للفرد الأمريكي , ومن هنا فإن مستوى السعادة مقارنة بالإستهلاك هي علاقة عكسية تمامًا , وهذه توضح بأن السعادة لا ترتبط بالصرف بل ترتبط بالرضى , و "الرضى" ليس له علاقة بكم تملك .. لذلك قال الشاعر:

اذا كُنتَ ذَا قلباٍ قنوعاٍ   ** فأنتَ ومالكُ الدُنيا سواءُ

الخميس، 29 أكتوبر 2015

صُدفة المباحث الفيدرالية !

قبل عدة أعوام و في نيويورك تحديدًا وهي المدينة التي لا تنام وايضًا التي اشتهرت بأكبر حادثة بالتاريخ المعاصر والتي غيرت من مجرى حياة الكثيرين في هذا العالم والمعروف بالحادي عشر من سبتمبر!
هذا التاريخ الذي لا يكاد اي مغترب عربي مسلم وخصوصا "سعودي" ان يذكره في بلاد العم سام , ويحاول جاهدًا ان يتجاهله حتى لو كان الامر صعبًا , لأنه غالبًا ما يشاهده بعيون ذوي البشرة الشقراء عندما يذكر انه من بلاد العرب !
ذات يوم وفي نهار بارد لم يكن هذا الشاب متعودًا على هذه الدرجة السالبة المئوية والتي تعادل لكن بشكل عكسي فضاعة وبشاعة درجات الحرارة المرتفعة في بلاده الأم , ذهب الى مطعم هندي كان هذا المطعم هو الوحيد الذي يذكره بأطباق والدته الشهية وايام الماضي الجميل وهو يأكل الذ واشهى ما تتذوقه في هذا العالم " تذكروا هذا الوصف جيدًا"
عمومًا , دخل هذا الشاب المطعم كعادته في وقت الظهرية والذي يكون فيه سعر المطعم رخيص جدًا في هذا الوقت بالتحديد! , كان المطعم يقدم الأكلات بشكل "البوفيه المفتوح" , ذهب صاحبنا لمكان الطعام واختار كعادته اطباقه المعروفة من ارز البرياني و  دجاج الكاري , وبدا وكأن هذا اليوم سيصبح مثل سابقه من الايام .. لكن !
في هذه الاثناء كان رجل طاعن في السن لكنه يمتلك صحة قوية , يلتفت يمين وشمال وكأنه في حيرة من امره من هذه الأطباق الغريبة , وكان صاحبنا بجواره فسأل الرجل , الشاب : عفوا هل انت هندي؟  رد عليه الشاب : لا يا سيدي! , قال الرجل : اذا من اي انت ؟ قال الشاب: إنني من الشرق الأوسط ,  قال الرجل : واي بلاد الشرق الأوسط , ذكر الشاب وبكل افتخار: انني من جزيرة العرب وتحديدا السعودية , ومن ثم ذكر الرجل الطاعن بالسن خريطة الجزيرة العربية بالتحديد "اغلب الأمريكان لا يهتمون بالمعلومات عن الشعوب"  فتعجب الشاب واصبح يفكر بداخله : كيف عرف كل هذه المعلومات ؟؟
عندما انتهوا من هذا الحديث  ذهب الشاب الى احدى طاولات الطعام , لكن الغريب ان الرجل الكبير لحقه وجلس بالطاولة التي امام صاحبنا .. استمتعوا بالطعام قليلا ومن ثم باغت الرجل الكبير ذلك الشاب العربي بسؤال وقال: لماذا جئت الى هنا ؟ قال الشاب: للدراسة , قال الرجل: انا ارى ان الكثير منكم قدم الى بلادنا للتعلم وهذا شى جميل .. ولكن .."الله يستر من لكن"  اتمنى ان هذا الجيل الجديد يتعلم من بلادنا احترام المرأة و تعلمون ابائكم هذا الشئ الذي يفتقرونه " اما قلت لكم الله يستر من لكن" !
قال الشاب : وما هي الامور التي جعلتك تقول مثل هذا الحديث على بلادي , قال الرجل : انتم لا تزالون في جهل كبير والدليل هو مجيئ الاف منكم للدراسة لدينا ! , قال الشاب "مظطرًا بدبلوماسية" : نحن اتينا الى بلادكم بسبب التحالف بيننا من ايام الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت والى يومنا هذا و الولايات المتحدة صديقة للمملكة , قال الرجل "ممتعضًا من هذه الدبلوماسية ": انتم همج وانتم لا تعرفون حقوق المرأة , بالله عليك اعطني امرأة لم تقد السيارة في هذه العالم الا في بلادكم فقط ؟ هذا ما اسميه ذل ومهانة للمرأة وانتم تعشقون هذا الذل ! , قال الشاب "وخرج عن دبلوماسيته" : نحن نعتقد ان المرأة لا تحتاج الى سيارة لتقودها لأن لديها من يخدمها وهم رجالها .. فنحن من نخدمهن ونقوم بالعناية بهن لأنهن كالجوهرة الثمينة لدينا .. ولكن! "اهلا ومرحبا بـ لكن العرب"  هل تسمح ان اسألك ؟  قال الرجل : تفضل ,  قال الشاب: اليس الرئيس الأمريكي عندما كان شابًا كان يقود السيارة , قال الرجل : بلى ,  قال الشاب: وعندما كان حاكم ولاية كان يقودها احيانًا؟ ,  قال الرجل: نعم , قال الشاب: وعندما اصبح رئيسًا امريكيًا هل يقودها ؟ ,  قال الرجل : غالبًا لا ,  قال الشاب: و لماذا ؟  قال الرجل: تكريمًا له ولحمايته ,  قال الشاب : ونحن ايضًا نقود بالمرأة تكريمًا لها وحماية !  وبالمناسبة ان كنت تتحدث انكم تبجلون المرأة وتعظمونها وتحترمون حقوقها , بتاريخ دولتك ذي المئتان وخمسون عام  أعطني اسم إمرأة واحدة فقط كانت رئيسة لدولتك؟ او أعطني بتاريخ الكونجرس ان الاعضاء الإناث اصبح عددهن مساوي للعدد اعضاء الذكور ,  فسكت الرجل ولم يستطع ان يجاوب! "اما قلت لكم اهلاً ومرحبا بـ لكن العرب"

ثم بعد برهه من الزمن قال: اتعرف من تحدث ؟ , قال الشاب: لا , قال الرجل "تخويفًا" : انني يهودي امريكي  واعمل في المباحث الفيدرالية الا تخاف؟  فقال الشاب: وايًا يكن انني لم اعمل شيئ لكي اشعر بالخوف !
فشعر الشاب ان الحديث يجب ان ينتهي الى هذا الحد  فذهب للمحاسبة , وقام الرجل اليهودي , وقال: انا معجب بك فهل تسمح لي ان اصور معك , قال الشاب : نعم اسمح لكن بشرط؟ , قال الرجل: ماهوا ؟ ,  قال الشاب"مبتسمًا" : ان نلتقط الصورة من هاتفي , فضحك الرجل الطاعن بالسن , وانتهى ذلك الحديث والأكيد انه لن ينتهي عنده !

لكن السؤال , هل كانت فعلاً مصادفة ؟!


قال تشوك نوكس :
" دائمًا املك الخطة, و كن مستعدًا فلا شئ يأتي بالصدفة "



الجمعة، 19 يونيو 2015

لو رمضان نطق ؟


في عام 1917 , جندي الماني في ايام الحرب العالمية الاولى , اصيب بمرض التهاب المفاصل , فذهبوا به الى الأطباء ولكن لم يجدوا له اي علاج , فأصبح غير قادر على المشي , فجأءه شخص وقال له : قم بالصوم .. فقال : ماذا !! .. استغرب قليلا لكنه لم يجد سوى هذا الحل , فصام مدة تسعة عشر يوما , فاليوم التاسع عشر حدثت له معجزة وهي انه استطاع ان يحرك مفاصله كما لو لم يحدث لها اي شئ في السابق .. ومن ذلك اليوم اصبح يكرس نفسه لنشر عادة الصوم لدى ارجاء اوروبا.

من هذه القصة نستنتج عظم الصوم ليست فقط على المسلمين وانما للبشرية اجمع , فذلك ديننا الحنيف لم يأمر بشئ الا وكان له فائدة على الانسان , ولكن هل نحن نطبق الصوم بمعناه الصحيح ؟ وهل رمضان هو شهر عبادة ام هي عادة ؟ وهل اصبح هذا الشهر شهر ملذات من ما طاب من الاطعمة والمشروبات و البرامج الترفيهية من مسلسلات وغيرها ؟
لذا  المناضل الشهير والانسان غاندي وهو بالمناسبة ليس مسلم لكنه عرف بكثرة الصوم , لخص هذه العبادة الجميلة بعبارة " اي انسان يستطيع ان يصوم , ولكن فقط الحكيم هو من يعرف كيف يفطر!"
وعرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يأكل فقط بعد صومه مباشرة بضع تمرات وتجده بعد ذلك بأتم النشاط والعافية , فهل هذا يعني اننا امة محمد عندما يأتينا الخمول والكسل بعد الافطار اننا لا نأكل التمر !؟
قال احد الاطباء الأوروبيين: "البضع تمرات التي كان يتناولها الرسول ليست هي المشكلة , لكن المشكلة في ما يحدث بعد"
فلذلك من مؤشرات الصوم الصحيح ان طاقتك تزيد , فإن كانت غير ذلك فهنالك شئ خاطئ في طريقة افطارك وصومك.
اذا مسألة الافطار مهمة جدا ولكن نحن اصبحنا نشعر مع مرور الزمن بأن رمضان هو شهر الاكل والملذات حتى اصبح ابناؤنا الصغار لا يفكرون بملذات الاكل الا في هذا الشهر بالتحديد , وغاب عنهم وللأسف و الملامة علينا بأن هذا الشهر هو تغيير الموازين من حال الى حال اي بمعنى من حسن الى احسن , فإن كانت لدينا اي مشكلة من مشاكل الدنيا فنحن نستطيع وبسهولة مع قليل من الاصرار والترتيب ان نحلها في هذا الشهر وان نضيف اي مهارة من مهاراة الحياة لدينا ايضا في هذا الشهر.


قال عظيم الأمة محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه:
" ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه , بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"

الخميس، 26 مارس 2015

عاصفة الحزم

لربما كُتب المئات والمئات من المقالات عن هذه الحرب و عُرضت العشرات من الاراء في القنوات وتحدث الكثير من المحللين السياسين بإسهاب كافي ووافي , ولذلك لن اتطرق الى التفاصيل السياسية والعسكرية.
لكن ما لفت انتباهي هو حالة المبتعثين السعوديين مع هذه الحرب , فأصبح من النادر ان تشاهد مجموعة من السعوديين لا يتحدثون عن هذه الحرب التي خاضها وطنهم بكل شجاعة واقدام , ومن الملفت فقد اصبح الشغل الشاغل لديهم من يأتي بالخبر الجديد , وكأنهم اصبحوا صحفيين وكل منهم يتسابق على اجدد الاخبار.
وعندما عرفنا بمسمى هذه الحرب وهي "عاصفة الحزم" , تذكرنا الحرب التي خاضتها المملكة في بداية التسعينات الميلادية والذي معظمنا لم يدخل الدنيا بعد في تلك الفترة , ومسماها "عاصفة الصحراء" ..ولكن كنا في كل سنة نشاهد اخواننا في الكويت وبالاخص من كان مغتربا فيهم , يذكرون ما جرى لهم انذاك وكيف كانت مشاعرهم.
والان و نحن مغتربين نعيش هذه المشاعر التي فيها من الخوف والعزة في آن واحد , فالخوف هو شى طبيعي في هذه المراحل من الحياة وخصوصا في الحروب وذكر اجدادنا عن الخوف انه " من خاف سلم" , والعزة هي ما نشاهده من شجاعة واقدام لنصرة الجار من قياداتنا وعلى رأسهم القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك سلمان بن عبدالعزيز , و اخواننا ضباط وافراد القوات المسلحة.

عندما امضينا يوم كامل من متابعة الاخبار في بلادنا وماذا يجري من خلال هذه الحرب , جأتني سيدة امريكية تسأل بلماذا اشاهد السعوديين متعبين في بداية هذا الصباح و وجوههم شاحبة وليست كأي الايام التي سبقت " وكأنها لا تتابع اخبار العالم كما يتابعها رؤساها !!" , فشرحت لها ما حدث في العالم العربي , لكن قالت لي " شيئا تفاجأت منه قليلا " : اتعلم انه عندما دخل الجيش الأمريكي لأفغانستان و العراق لم انم في تلك الليلة !!

فعرفت بعدها ان نعمة الامن مهمة جدا عند اي دين و اي مجتمع , ولا تقوم اي دولة بدون هذه النعمة التي ما ان يزيلها الله منها الا ويبدأ الجحيم ولا غيره. فلذلك اسأل الله ان يديم نعمة الامن والامان في بلادي وان يحفظ المقدسات الشريفة و ان يوفق مليكي وشعبه لما يحبه ويرضاه.

وفي الختام لا زالت تتردد في مخيلتي ابيات لشاعر الوطن " خلف بن هذال" بعد ما قالها قبل 25 سنة , وكأن الاحداث تكرر من جديد بنفس الروح والعزة والاصرار :

أبشر بنصر ٍ يشيد فوق ويبنا

بأيدي رجال ٍ محكحكت ٍ معادنها

لا دندنت طبلة الحرآب دندنا

بأيات حق ٍ , علي وبلال دندنها