الأربعاء، 28 يونيو 2017

يهود العم سام !

عندما كنت في مطار نيويورك و تحديدًا في يوم الثالث والعشرين من سبتمبر شاهدت منظرًا عجيبًا لم أشاهده في يوم من الأيام ماعدا في التلفاز. شاهدت مجموعة من الرجال باللباس اليهودي و الشعر الطويل من جوانب الرأس واللحية الكثيفة ، كان المشهد من أرعب ما يكون بالنسبة لي بحكم القضية الفلسطينية وما تربينا عليه من جرح غائر لن يزول إلا بعودة القدس الشريفة.

وعندما نذهب الى تاريخ اليهود في الجزيرة العربية فقد كانوا فيها قبل اكثر من 1400 عام وكانوا يستوطنون خيبر بالتحديد لأنها ارض زراعية ويكثر فيها الحصول على المال وايضا من الناحية العقائدية كان كثيرًا من احبارهم يأملون أن يظهر من هذا المكان نبي يكون منهم ويحاربون معه سائر البلدان. وعندما أتى الإسلام وظهر نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من صُلبٍ عربي أصيل خابت امالهم ، وعندما أتى النبي إلى المدينة عرضوا عليه أن يبقوا في خيبر على أن يعطوهُ نصفَ نتاجها فقبلَ النبي واتفقوا على ذلك. وكان من مقتضيات العقد أنه متى ما ارادوا المسلمين أن يجلوا اليهود من خيبر فعلوا ، وبالفعل فقد اجلاهم عمر رضي الله عنه في زمن خلافته الى تيماء والى الشام ومن ثم انتشروا في بقاع الارض الى يومنا هذا.

اليهود سكنوا امريكا بداية منتصف القرن الثامن عشر وكانوا قادمين من المانيا و نشطوا جدًا في مجال الخدمات المصرفية في مدينة نيويورك. وهم من يهود أشكناز وهي ذات الأصول التي منها العائلة اليهودية الشهيرة "عائلة روتشيلد" وهي العائلة الأكثر نفوذًا ومالاً في العالم. وهم في الولايات المتحدة اليوم من الأكثر نفوذا في جميع المجالات المؤثرة. وعددهم في امريكا اكثر من اليهود الذين في اسرائيل وهذه المعلومة تبين مدى خصوبة الأرض الامريكية لديهم ويجدونها الامان الوحيد لبقاء دولة اسرائيل. ولكن وجب التنويه أيضًا أنه ليس كل يهودي يؤمن بوجود دولة اسرائيل والبعض منهم يدخل في منظمات عالمية لمحاربة الفكر الصهيوني.

 وقد قابلت الكثير منهم هناك وحصلت لي معهم مواقف كثيرة "ومن ضمنها قصتي مع عميل FBI اليهودي تجدونها في المدونه" بل بالمصادفة قابلت امرأة كبيرة بالسن يكتسي البياض شعرها ، وعندما شاهدتني في الحافلة طلبت مني المساعدة فلبيت طلبها وساعدتها بوضع حقائبها في الأعلى وعندما جلسنا سألتني: من أي البلاد أنت؟ قلت: إنني من بلاد العرب ، وحيناها أحسستُ بأنها سُعدت و بدأت علامات وجهها المتجعد بالإبتسام وقالت: إنني أحب بلادكم , فقد جئت إلى تل ابيب و ... قلتها مقاطعًا: تقصدين فلسطين .. لكنها لم تُعر لكلمتي اي اهتمام وكأنني ذكّرتها بأننا لم ننسى أسماء بلادنا ومن ثم أكملت وقالت: و لقد أكلت السمك هناك وفي حياتي لم أتذوق مثل هذا السمك الطازج و الخضراوات الشهية مثل ما أكلتها لديكم. وكان في حديثها طوال الرحلة التغزل بالأرض العربية والحنين لها ، ولم استغرب مثل هذا الحنين فقد قال دافيد بن غوريون وهو الزعيم اليهودي المعروف عام 48: نحن اليوم نستولي على القدس وغًدا نستولي على يثرب , بمعنى أن يثرب أُخذت منهم عنوة. وكذلك قالت جولدا مائير رابع رئيسة وزراء لدولة الكيان الصهيوني عندما كانت تقف عند خليج ايلات "حسب تسميتهم" وهو خليج العقبة عندنا قالت: إني أشم رائحة أجدادي وابائي في المدينة والحجاز وخيبر. لذلك تعلق اليهود بخيبر والبلاد العربية باق إلى اليوم يجري في دمائهم ويتوارثونه جيلاً بعد جيل فالصراع الذي بين المسلمين واليهود صراعًا عقائديًا في المقام الأول ، ولو كان الصراع سياسيًا محضًا يرتفع لأدنى المصالح لمَ خلدّه القران ولم يذكره ، لأن القران لا يتكلم في المتغيرات إنما يتكلم في الشئ الثابت.

لذلك يجب علينا أولاً أن نغرس في أبنائنا حُب هذه الأرض وأنها لا تباع بالمال إنما تشترى بالأرواح ، وأيضا اذكروا أبطال الاسلام عند الاطفال الذين سطروا أروع الملاحم في الدفاع عن ارضنا ومقدساتنا ، ومن المهم أيضا أن يتعلموا بأن المسلمين لا يؤذون من كانوا معهم في معاهدات وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أمينًا في معهادته مع اليهود وغيرهم ، كي لا يأتي من أصحاب التطرف ويجد المنفذ في تغيير تفكير الأبناء وتحويلهم إلى مكفرين و مباحين لسفك الدماء وقطع الذمم.

هناك تعليقان (2):

  1. مقال اكثر من رائع.
    السؤال الذي يطرح نفسه:
    ما علاقة يوم 23سبتمبر باليهود؟
    هل هو فقط مجرد صدفه عند وصولك لمطار نيويورك في ذلك التاريخ ام هناك علاقة أخرى لها صلة باليهود؟

    ردحذف
  2. يوم 23 سبتمبر هو التاريخ الذي شاهدت فيها اليهود لأول مره.

    ردحذف