الخميس، 26 مارس 2015

عاصفة الحزم

لربما كُتب المئات والمئات من المقالات عن هذه الحرب و عُرضت العشرات من الاراء في القنوات وتحدث الكثير من المحللين السياسين بإسهاب كافي ووافي , ولذلك لن اتطرق الى التفاصيل السياسية والعسكرية.
لكن ما لفت انتباهي هو حالة المبتعثين السعوديين مع هذه الحرب , فأصبح من النادر ان تشاهد مجموعة من السعوديين لا يتحدثون عن هذه الحرب التي خاضها وطنهم بكل شجاعة واقدام , ومن الملفت فقد اصبح الشغل الشاغل لديهم من يأتي بالخبر الجديد , وكأنهم اصبحوا صحفيين وكل منهم يتسابق على اجدد الاخبار.
وعندما عرفنا بمسمى هذه الحرب وهي "عاصفة الحزم" , تذكرنا الحرب التي خاضتها المملكة في بداية التسعينات الميلادية والذي معظمنا لم يدخل الدنيا بعد في تلك الفترة , ومسماها "عاصفة الصحراء" ..ولكن كنا في كل سنة نشاهد اخواننا في الكويت وبالاخص من كان مغتربا فيهم , يذكرون ما جرى لهم انذاك وكيف كانت مشاعرهم.
والان و نحن مغتربين نعيش هذه المشاعر التي فيها من الخوف والعزة في آن واحد , فالخوف هو شى طبيعي في هذه المراحل من الحياة وخصوصا في الحروب وذكر اجدادنا عن الخوف انه " من خاف سلم" , والعزة هي ما نشاهده من شجاعة واقدام لنصرة الجار من قياداتنا وعلى رأسهم القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك سلمان بن عبدالعزيز , و اخواننا ضباط وافراد القوات المسلحة.

عندما امضينا يوم كامل من متابعة الاخبار في بلادنا وماذا يجري من خلال هذه الحرب , جأتني سيدة امريكية تسأل بلماذا اشاهد السعوديين متعبين في بداية هذا الصباح و وجوههم شاحبة وليست كأي الايام التي سبقت " وكأنها لا تتابع اخبار العالم كما يتابعها رؤساها !!" , فشرحت لها ما حدث في العالم العربي , لكن قالت لي " شيئا تفاجأت منه قليلا " : اتعلم انه عندما دخل الجيش الأمريكي لأفغانستان و العراق لم انم في تلك الليلة !!

فعرفت بعدها ان نعمة الامن مهمة جدا عند اي دين و اي مجتمع , ولا تقوم اي دولة بدون هذه النعمة التي ما ان يزيلها الله منها الا ويبدأ الجحيم ولا غيره. فلذلك اسأل الله ان يديم نعمة الامن والامان في بلادي وان يحفظ المقدسات الشريفة و ان يوفق مليكي وشعبه لما يحبه ويرضاه.

وفي الختام لا زالت تتردد في مخيلتي ابيات لشاعر الوطن " خلف بن هذال" بعد ما قالها قبل 25 سنة , وكأن الاحداث تكرر من جديد بنفس الروح والعزة والاصرار :

أبشر بنصر ٍ يشيد فوق ويبنا

بأيدي رجال ٍ محكحكت ٍ معادنها

لا دندنت طبلة الحرآب دندنا

بأيات حق ٍ , علي وبلال دندنها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق