الأحد، 29 نوفمبر 2015

يوم الجمعة الأسود!






في عام 1869 وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية جاءت ضربة قاسية للإقتصاد الأمريكي حيث كسدت الكثير من البضائع وتوقفت حركة البيع والشراء مما ادى الى كارثة كبرى في الإقتصاد الأمريكي , فاضطرت الشركات في ذلك الوقت الى أن تخفض من السلع و المنتجات بأقل الأسعار بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع.
ومن ذلك الوقت سمي هذا اليوم بـ " يوم الجمعة الأسود" او ما يعرف بـ "Black Friday" والذي هو اول يوم جمعة بعد عيد الشكر في امريكا وقبل عيد الكريسمس , واصبحت الشركات في هذه المناسبة تخفض سعر بعض البضائع الى ما يصل الى 90% من سعرها الطبيعي , لكن من منتصف القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح الناس في حالة جنون في هذا اليوم وكأنهم في مجاعة كبرى , لدرجة ان البعض منهم اصبح "يُخيم" امام المحلات التجارية قبل الموعد بأيام وكأن الإنسان اصبح يعيش للإستهلاك !
وقال بعض الخبراء انه من بداية القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح للإستهلاك زيادة ملحوظة وصلت الى 100% , فأنت اخي القارئ قد تتوقع ان نسبة السعادة قد زادت , لكن مع الأسف انه في عام 1930 كانت نسبة السعادة تصل الى 70% ومع الزيادة في عملية الاستهلاك عامًا تلوا عام وصلت نسبة السعادة في عام 2010 الى ادنى مستوياته للفرد الأمريكي , ومن هنا فإن مستوى السعادة مقارنة بالإستهلاك هي علاقة عكسية تمامًا , وهذه توضح بأن السعادة لا ترتبط بالصرف بل ترتبط بالرضى , و "الرضى" ليس له علاقة بكم تملك .. لذلك قال الشاعر:

اذا كُنتَ ذَا قلباٍ قنوعاٍ   ** فأنتَ ومالكُ الدُنيا سواءُ