في عام 1869 وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية جاءت ضربة قاسية للإقتصاد الأمريكي حيث كسدت الكثير من البضائع وتوقفت حركة البيع والشراء مما ادى الى كارثة كبرى في الإقتصاد الأمريكي , فاضطرت الشركات في ذلك الوقت الى أن تخفض من السلع و المنتجات بأقل الأسعار بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع.
ومن ذلك الوقت سمي هذا اليوم بـ " يوم الجمعة الأسود" او ما يعرف بـ "Black Friday" والذي هو اول يوم جمعة بعد عيد الشكر في امريكا وقبل عيد الكريسمس , واصبحت الشركات في هذه المناسبة تخفض سعر بعض البضائع الى ما يصل الى 90% من سعرها الطبيعي , لكن من منتصف القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح الناس في حالة جنون في هذا اليوم وكأنهم في مجاعة كبرى , لدرجة ان البعض منهم اصبح "يُخيم" امام المحلات التجارية قبل الموعد بأيام وكأن الإنسان اصبح يعيش للإستهلاك !
وقال بعض الخبراء انه من بداية القرن الماضي والى يومنا هذا اصبح للإستهلاك زيادة ملحوظة وصلت الى 100% , فأنت اخي القارئ قد تتوقع ان نسبة السعادة قد زادت , لكن مع الأسف انه في عام 1930 كانت نسبة السعادة تصل الى 70% ومع الزيادة في عملية الاستهلاك عامًا تلوا عام وصلت نسبة السعادة في عام 2010 الى ادنى مستوياته للفرد الأمريكي , ومن هنا فإن مستوى السعادة مقارنة بالإستهلاك هي علاقة عكسية تمامًا , وهذه توضح بأن السعادة لا ترتبط بالصرف بل ترتبط بالرضى , و "الرضى" ليس له علاقة بكم تملك .. لذلك قال الشاعر:
اذا كُنتَ ذَا قلباٍ قنوعاٍ ** فأنتَ ومالكُ الدُنيا سواءُ